HefLdMeicEtUwtueWBWH3PTTkGBfKDvF5ornRJYT
Bookmark

Kitab Hikam Habib Abdullah Bin Alwi Al - Haddad v1

Kitab Hikam Habib Abdullah Bin Alwi Al - Haddad v1

كتاب الحكم

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رضي الله عنه ونفع به

الخلق مع الحق لا يخلو أحد منهم من أن يكون في إحدى الدائرتين : دائرة الرحمة أو دائرة الحكمة. فمن كان اليوم في دائرة الرحمة كان غدا في دائرة الفضل. ومن كان اليوم في دائرة الحكمة كان غدا في دائرة العدل

وقال : ما ترك من الكمال شيئا من أقام نفسه من ربه مقام عبده من نفسه

وقال : النائم يوقظ والغافل يذكر. ومن لم يجد فيه التذكير والتنبيه فهو ميت. إنما تنفع الموعظة من أقبل عليها بقلبه. وما يتذكر إلا من ينيب

وقال : كيف يكون من المؤمنين من يرضى المخلوقين بسخط رب العالمين

وقال : العادة إذا رسخت نسخت

لا تدوم مع الكلفة ألفة

وقال : من لم يدفع عنه الفقر قليل المال لم يحصل له الغني كثيره. كذلك من لم ينتفع بقليل العلم فهو من الإنتفاع بكثيره أبعد

وقال : نازع الأقدار من استقبح من أخيه ما لا يدخل تحت الإختيار

وقال : الرضا بالقضاء ينتفي معه الإعتراض على الله، ويبقى معه الطلب لما ينبغي أن يطلب والهرب مما منه يهرب

وقال : الدنيا المحمودة هي التي يصل بها إلى فعل خير أو ينجو بها من فعل شر

والدنيا المباحة هي التي يقع بسببها في ترك مأمور ولا ركوب مخطور

والدنيا المذمومة على لسان الكتاب والسنة هي التي يقع بسببها في ترك طاعة أو فعل معصية

وقال : من الناس من يكتفي بالإشارة عن التعيين، ومنهم من يحتاج إلى التصريح مع الرفق واللين، ومنهم من لا يجدي فيه إلا التعنيف والتخشين، ومن لم ينتفع بذا ولا بذاك، فهو من الشياطين، ولهؤلاء الأربعة أمثال من البهائم

فمثل الأول مثل الدابة المذللة تستغني عن أن تلجمها أو تضربها

ومثل الثاني مثل الدابة التي تكتفي بالخطام دون الضرب

ومثل الثالث مثل الدابة التي لا تستقيم إلا بالضرب والزجر

ومثل الرابع مثل الدابة التي إن خطمتها أو ضربتها ازدادت نفورا

وقال : إن شئت أن تكون حرا فاترك كل أمر، إن لم تتركه اختيارا تركته اضطرارا

وقال : ما عرف قدر الشيئ بمثل ضده، ولا تسلى المصاب بمثل ذكرى من أصيب بمثل مصيبته

وقال : من أشغله حق ربه عن حقوق نفسه وحقوق إخوانه فهو عبد الحضرة

ومن أشغله القيام بحق نفسه عن القيام بحق ربه وحق إخوانه فهو عبد الشهوة

ومن أشغله القيام بحقوق إخوانه عن القيام بحقوق ربه وحقوق نفسه فهو عبد الرياسة

ومن أشغله القيام بحقوق ربه وحقوق إخوانه عن القيام بحقوق نفسه فهو صاحب وراثة

وقال : عجبا لمن يطلب الدنيا وهو من تحصيلها على وهم، ومن الإنتفاع بما حصله منها على شك. ومن تركها والخروج منها على يقين

وقال : من تعود نقض العزائم حيل بينه وبين الغنائم

وقال : إذا دعتك نفسك إلى شهوة فإياك أن تقول أجيبها في هذه وأفرغ القلب من مطالبتها فإنك إن أجبتها إليها دعتك إلى أعظم منها

وقال : لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يجد في معاملة الحق ما يجد أهل الشهوات في شهواتهم من اللذة والحلاوة

وقال : المؤنة في كتمان السر أقل من المؤنة في تخوف إفشائه ممن تطلعه عليه

وقال : أدل دليل على كمال عقل الرجل ثناؤه على أقرانه. وأدل دليل على تواضعه رضاه بالتأخير في موطن يستحق فيه التقديم. وأدل دليل على إخلاصه عدم المبالاة بإسخاط الخلق في جنب الحق

وقال : الدنيا شيئان لا ثالث لهما. أحدهما حب المال والآخر حب الجاه. فمن زهد في المال والجاه فهو صديق. ومن زهد في المال دون الجاه فهو مراء. ومن زهد في الجاه وأحب المال فهو لئيم. ومن أحب المال والجاه كان أصغر عقوبته حرمانهما

وقال : الأراضي ثلاث. أرض إذا سقيت أنبتت العشب والكلأ ومثلها من الناس الذي يتعلم ويفهم في العلم فكما أن النبات ليس عين الماء ولكن الماء سبب حصوله فكذلك الفهم ليس عين العلم ولكن عن العلم يكون

والأرض الثانية تمسك الماء ولا تنبت الكلأ ومثلها من الناس مثل الذي يحفظ العلم ولا يفهم فيه

وإذا رأيت العالم لا يزيد على ما يسمع فهو ذاك. وإذا رأيته يزيد عليه شيئا يوافق ما سمع من العلم فهو الأول

والأوض الثالث أرض لا تنبت كلأ ولا تمسك ماء ومثلها من الناس مثل من لا يحفظ العلم ولا يفهم فيه. فإلقاء العلم إلى من هذه صفته إضاعة للعلم. فكما أن رب الارض التي هذه صفتها لا يسقيها. ويرى أن سقيها من الإضاعة كذلك ينبغي أن لا يلقى العلم إلى من يضيعه بل أولى

وقال : لا تثبت الدعاوي بالأقوال حتى تقوم بإثباتها البينة من الأفعال والأعمال

وقال : إذا ادعت نفسك أنها لا تفرق بين وجود الشيئ وعدمه، فلا تقنع منها بذلك حتى تختبرها بالأمرين جميعا

وقال : لولا العلامات لادعى كل واحد ما ليس عنده ولكن بالعلامات والأمارات يفرق بين الصادق والكاذب

وقال : من تيسرت له مطالبه الأخروية وتعسرت عليه مطالبه الدنيوية فهو من ورثة النبيين

ومن تيسرت مطالبه الدنيوية والأخروية فهو من أصحاب اليمين

ومن تيسرت له مطالبه الدنيوية وتعسرت عليه الأخروية فهو من المستدرجين

ومن تعسرت عليه مطالبه الأخروية والدنيوية فهو من الممقوتين

وقال : شر الفقراء من يود أنه من الأغنياء، وخير الأغنياء من لا يكره أن يكون من الفقراء

وقال : من أمسك عن تناول فضول الشهوات ولم ينفق ما في يديه من فضول الأموال فهو محروم

والذي يتمتع بما في يده من الدنيا وينفقه في شهواته المباحة أحسن حالا منه

وقال : لا يكمل حال الداعي إلى رب العالمين حتى يصير قوله وفعله حجة على جميع المؤمنين

وقال : إذا رأيت العالم يفيد بقوله دون فعله فاعلم أنه ناقص

وإذا رأيت المتعلم تفيده الأقوال ولا تؤدبه الأفعال فاعلم أنه عن التحصيل ناكص

وإذا رأيت الطالب ينتفع بأقوال شيخه ولا ينتفع بأفعاله فانظر فإن لم تر في أفعال الشيخ ما تحصل به الفائدة فليس بشيئ

وإذا رأيت أفعاله تفيد ولكن لا يحسن الطالب أن يستفيد فلا تعتد به

وقال : من أحب أن يوصف بما ليس عنده من الخير وكره أن يذكر بما فيه من الشر فاعلم أنه مراء

وقال : كثيرا ما يلتبس الحياء المحمود بالجبن المذموم والفرق بينهما : أن كل حياء حملك على ترك خير ووقعت بسببه في شر فهو الجبن المذموم وليس بالحياء لأن الحياء لا يأتي إلا بخير كما في الحديث

وقال : من أهمل الصدق حيث يخاف استعمل الكذب حيث يرجو

وقال : من نظر إلى الدنيا بعيني رأسه رأى غرورا وزورا، ومن نظر إليها بعيني قلبه رأى هباء منثورا

وقال : في الحرص على المال هلاك الدين، وفي الحرص على الجاه هلاك الدين والمال جميعا

وقال : ليس واضع المال في غير حقه بأقل إثما من ماسكه عن حقه

وقال : من أمسك شيئا يرى أن إنفاقه خير من إمساكه فهو من المؤثرين للدنيا

وقال : مشاهدة المؤثرين للدنيا تمحو حب الآخرة من القلب. فكيف بالمجالسة والمخالطة

وقال : كفى بفقدان الرغبة في الخير مصيبة! وكفى بالذل في طلب الدنيا عقوبة! وكفى بالظلم حتفا لصاحبه! وكفى بالذنب عارا للملم به

وقال : من ترك الحزم للوهم فهو أحمق، ومن أقام على الشك مع إمكان المصير على اليقين فهو أخرق

وقال : ينبغي أن يدور كلام العالم بالله مع عامة المؤمنين على ثلاثة أمور : الأول التذكير بالنعم. والثاني : إلزام الطاعة. والثالث : اجتناب المعصية. فكل عالم أخذ يتكلم مع العامة بغير ما يدخل تحت هذه الثلاثة فهو فتان

وقال : رحمة تطلبك، ورحمة تطلبها. فالتي تطلبك رحمة الهداية بالبيان، ولأجلها كان إرسال الرسل وإنزال الكتب. والتي تطلبها هي الجنة، تسعى لها بالعمل الصالح على قانون العلم النافع

وقال : دواعي الحرص على الدنيا ثلاثة : أحدها النظر إليها بعين الإستحسان وعنه يكون حب البقاء للتمتع. والثاني : تعظيم الناس لأربابها ومنه يكون التفاخر والتكاثر. والثالث : توهم أن لا قوام بدونها وعنه ينشأ البخل وخوف الفقر

وقال : أجهل الجاهلين من تزيده المعرفة بسعة رحمة الله جرأة على معاصيه

وقال : من حدث نفسه بالتوبة من الذنب قبل الوقوع فيه دعاه ذلك إلى فعله

وقال : مثل الذي يذنب ليتوب مثل الذي يدنس بدنه وثيابه ليغتسل، وما هكذا ينيغي إنما ينبغي أن يحترز من الدنس ما استطاع، ثم إن وقع فيه بحكم الغفلة والسهو كان الواجب عليه التنظف في الحال

وقال : مثل الأخوة في الله مثل الشجرة تسقي بماء التزاور وتثمر التعاون على البر والتقوى فإذا لم تسق الشجرة يبست وإذا لم تثمر قطعت

وقال : إذا عملت الطاعة فانظر إن شئت في بدايتها التي كانت بحول الله وقوته وحسن توفيقه، وبذلك ينتفي الإعجاب ويبقى شهود المنة لله تعالى

وإن شئت نظرت في نهايتها التي هي جزيل الثواب وحسن المآب وعنده تعظم الرغبة وتخف المداومة. والأول أتم

وإذا وقعت منك المعصية فإياك أن تنظر إلى بدايتها التي هي التقدير، فيدعوك ذلك إلى الإحتجاج على الله وهو أعظم من المعصية. ولكن ينبغي أن تنظر في نهايتها التي هي أليم العقاب وشديد العذاب وعنده تبادر إلى التوبة وتعظم الرهبة

وقال : من مكارم الأخلاق التواضع في الرفعة والتجمل في القلة والإقتصاد في الثروة

وقال : العاقل الذي لا علم له كالرشيد الذي  لا مال له. والعالم الذي لا عقل له كصاحب المال الذي لا رشد له

وقال : سخر عقلك لعلمك وسخر نفسك لعقلك

وقال : ما الشأن شهود التقصير في التقصير إنما الشأن شهود التقصير في التشمير

وقال : يكون الخير في الأكثر شاقا في الحال حلوا في المآل، ومثل فاعله مثل الذي يصعد في العقبة الكئود لا يجد الراحة حتى ينتهي إلى أعلاها

والشر يكون في الأكثر حلوا في الحال وشاقا في الإستقبال، ومثل فاعله مثل الذي يقع من ذروة جبل أو بيت لا يجد الألم حتى يقع على الأرض

Post a Comment

Post a Comment