HefLdMeicEtUwtueWBWH3PTTkGBfKDvF5ornRJYT
Bookmark

Kitab Hikam Habib Abdullah Bin Alwi Al - Haddad v2

Kitab Hikam Habib Abdullah Bin Alwi Al - Haddad v2

كتاب الحكم

وقال : لا ينبغي أن تعتد بأخوة أخ يستطيع أن ينفعك فلا يفعل

وقال : أذا أردت أن تصطفي إنسانا لنفسك فلا بأس أن تمتحنه بما لا يصح الإصطفاء بدونه

وقال : لا تصحب إلا من تستطيع القيام بحقوقه ولا يحوجك لطلب حقوقك لكمال قيامه بها

وقال : من عول في إسقاط حقوق إخوانه على قبول العذر كان أقل ما يلقاهم به الغش والمكر

وقال : أكرم إخوانك إكراما تستطيع الدوام عليه وإلا كان مآل الأمر إلى الوحشة والقطيعة

وقال : التأويل على ضربين : أحدهما يدل على الكمال وهو ما يؤول ليصل إلى الأفهام. وهذا النوع كثير في الكتاب والسنة

والثاني : ما يؤول ليصح كونه حقا أو غير باطل. وهذا يدل على النقص. فكل شيخ يحتاج في صحبته إلى التأويل على الوجه الثاني لا يكمل الإقتداء به، لأن التأويل لا يحصل كمالا وإنما يدفع نقصا

وقال : من أفرط في حب شهوة من شهوات الدنيا المباحة وقع لا محالة في موجب النار أو العار

وقال : تخاصم العجز والحرمان : أيهما أضر على صاحبه وترافعا إلى العقل فقضى بينهما : أن العجز أصل والحرمان فرعه

وقال : ما من طوية إلا وفيها خفية

وقال : إذا صلحت المقاصد لم يخب القاصد

وقال : الشيطان على إضلال العالم أحرص منه على إضلال الجاهل. لأن العالم إذا ضل يضل بضلاله غيره والجاهل ليس كذلك

وقال : من أصلح نيته بلغ أمنيته

وقال : يصعب سلوك سبيل النجاة على من غلب على قلبه حب المال والجاه

وقال : الخوف الصادق يعمل في محو الشهوات النفسانية والهمم الدنية، عمل النار في إحراق الأشجار. قال الله تعالى : فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت

والرجاء الصادق يعمل في استخراج النيات الطيبة والأعمال الصالحة. عمل الماء في الأرض الهامدة الخاشعة. قال الله تعالى : وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج

وقال : ينبغي أن توقد لك سراجا من العلم النافع والعمل الصالح تستضيئ به في ليل ظلمات الدنيا حتى يطلع عليك فجر الموت أو شمس الساعة، فإنك إن بقيت في ليلها بلا سراج تنتظر طلوع هذا الفجر أو سطوع هذه الشمس. حق عليك قول الله تعالى : ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا

وقال : رضي الله عنه : كفى بالنجاة من النار مثوبة وكفى بحرمان الجنة عقوبة

وقال : العالم بأسره متلاشي وهو في الحقيقة لا شيئ

وقال : من رحمة ربك بك أن حجبك عنه

وقال : الإفراط في الأمر آية على المصير فيه إلى التفريط

وقال : من مدحك عند رضائه بما ليس فيك ذمك لا محالة عند غضبه عليك بما ليس فيك. شعرا

إذا آنست من خل جفاء # فلا أجفو وإن هو قد جفاني

ولكني أفارقه برفق # وأمسك عن تناوله لساني

وقال رضي الله عنه

الذكر لله مغناطيس القلوب يجذبها بخاصيته من مواطن الغفلة إلى عوالم الغيوب

وقال : لا يطمع في بلوغ الآمال والأوطار من لم يوطن نفسه على ركوب الأهوال والأخطار

وقال : لا ينبغي للعاقل أن يخاطب الجاهل الذي يظن بنفسه العقل أصلا. فإنه إن خاطبه على مقتضى عقله كان مضيعا للعقل ومستهينا بفضله. وإن خاطبه بحسب جهله كان متشبها به ومعدودا مثله. قال الله تعالى لنبيه : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين

وقال : من أرضاك بما يضرك في دينك كالمداهنة لك وعدم النصح والتبصير بالعيوب فهو لك عدو وإن كانت نفسك تميل إليه من حيث طبعها وهواها وهو كالطعام اللذيذ الملائم وفيه السم الناقع

ومن أسخطك بما ينفعك في دينك مثل التنبيه على العيوب والنقائص التي هي فيك فهو لك ولي وإن كرهته بطبعك. ومثله كالدواء المر الذي يكون في ضمنه العافية والشفاء

وقال : من أحب أن يذكره الناس ويثنوا عليه بشيئ من الكمال وهو يعلم من نفسه خلافه. وكره أن يذموه بأمر يعلم من نفسه انطواءه عليه حتى يصير يفرح ويميل إلى من يمدحه بذلك وينفر ويكره من يذمه، فقد عظمت حماقته وتمت غباوته

وقال : الإيمان شجرة ثابتة في أرض القلب والإعتقادات والمعارف الإيمانية بمنزلة الأصول والعروق لتلك الشجرة، والأخلاق المحمودة والأعمال الصالحة بمنزلة الفروع والغصون لها

ومثال الموت وما يعرض عنده من الفتن ويحصل بواسطته من شدة الألم كالسيل القوي الذي يجري على أصول هذه الشجرة أو الريح المزعزعة التي تحرك فروعها وتميل بها يمينا وشمالا

فإن لم تكن هذه الشجرة الشريفة في نهاية القوة والنمو والرسوخ فروعا وأصولا خيف عليها الإنقلاع في ذلك الوقت

ومن أجل ذلك اشتد خوف الأكابر من سوء الخاتمة وزيغ القلب عند الموت

ثم إن القوادح والعوارض التي تعرض لأصولها من البدع والشكوك والإضطراب في أمر الآخرة يجري مجرى ما يعرض في أصول الشجر من الآفات والأخلاق المذمومة، والمعاصي تجري منها مجرى ما يقع لفروع الشجرة وأغصانها من العوارض. فلا جرم أن كان الذي يقدح في الأصل ويوهنه أضر على الشجرة كثيرا من الذي يقع على الفروع. ولهذا عظم أمر البدعة والشك في اليوم الآخر. وكان على صاحبه أضر من المعاصي والمحرمات. نسأل الله العافية والوفاة على الإسلام

وقال رضي الله عنه

الدنيا تنادي على نفسها بلسان الحال خطابا للراغبين فيها : احذروني فإنني فتنة. وخذوا مني زاد الآخرة. وامتثلوا أمر الله لكم في ترككم إياي. واعتبروا بمن مضى من قبلكم : من الزاهدين في والمتمتعين بي. وانظروا في سيرهم وكيف ذهبوا وانقلبوا إلى الآخرة، الزاهدون منهم بنعيم لا ينقضي وأهل الحرص بحسرة لا تنقطع

وقال : الكمال أربعة أجزاء : العلم وبه يعرف حق الله تعالى. والعمل بالعلم وهو القيام بأمر الله. والإخلاص في العلم والعمل وهو تصفية ما لله. والبراءة من الحول والقوة وهو الإعتماد على الله

فمن عرف حق الله وقام بأمر الله وصفى ما لله واعتمد على الله فهو الإنسان المرتضى الولي لله المجتبي

وقال رضي الله عنه

السماع يشفي السقيم ويحيي الرميم إذا وقع من أهله مع أهله في الوقت القابل لذلك والمحل اللائق به وهو فتنة على المستمع بالحظ والهوى وعلى المسمع على هدا الوجه

وقال : لا بد للإنسان في الوصول إلى سعادات الآخرة من أمرين : أحدهما الهداية والتوفيق من الله وهو بمنزلة الغيث الذي يصيب الأرض

والثاني : السعي إلى الله على منهاج الإستقامة وهو بمنزلة الحرث للأرض وتعهدها بما تحتاج إليه من البذر والتربية والحفظ وتنحية المؤذي إلى غير ذلك

فحرث الأرض دون أن يصيبها السيل عناء وتعب بلا حاصل. وإصابة السيل لها مع ترك الحرث إضاعة. فالتوفيق من الله كالغيث ليس للعبد فيه مدخل وذلك هو الحقيقة. والسعي والإجتهاد الذي هو بمنزلة حرث الأرض وتعهدها إلى العبد وهو كسبه وعنه يسأل وعليه يجزي وذلك هو الشريعة

وقال رضي الله عنه

الدنيا بمنزلة البادية المخوفة الكثيرة السراق والغصاب. والآخرة بمنزلة المدينة الخصيبة الآمنة. والإنسان خرج إلى الدنيا ليأخذ مما فيها فيقدمه للآخرة

فالعاقل كلما حصل في يده شيئ من أمتعتها قدمه أمامه ليحفظ ويأمن عليه وينتفع به إذا وصل إلى محل استقراره وهي الآخرة والجاهل يحتبس ما معه عنده بخلا به. فإما أن يأخذه الغصاب من يده وهي أمثال آفات الدنيا

وإما أن يسافر هو من البادية التي لا قرار له بها على القهر منه ويكلف ترك ما معه فيأخذه من يبقى في المحل الذي انتقل عنه. هذا مثال عجيب فليفهمه العاقل اللبيب. قال الله تعالى : وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون

وقال رضي الله عنه

الخوف لا ينتفي ولا يذهب عن المؤمن وإن كان قوي الإيمان صالح العمل بل كل ما كان الإيمان أكمل والعمل أصلح كان الخوف أعظم

مثال ذلك

الإنسان يكون معه الذهب والفضة الكثيرة والأقمشة المليحة وهو مسافر في خبت مخوف أو بحر مغرق، فالمال الذي يتوصل به إلى الغنى والشرف معه ولكنه لا ينتفع به ويشتد خوفه على فوته ولا يخاف من ليس معه شيئ

ثم إنه لا يتم سرور صاحب هذا المال بماله وينتفي عنه الخوف حتى يصل البندر ويتيقن السلامة. فالآخرة هي بندر الأمن والدنيا هي البحر المغرق والخبت المخوف. والمسافر هو الإنسان والنقود والأقمشة التي تكون معه هي المعارف الإيمانية والأعمال الصالحة، والأمور التي يخشى منها في هذا السفر على هذه الأمتعة الشريفة هي الشكوك والآفات التي تعرض للإيمان والأعمال الصالحة فتفسدها نسأل الله العافية

وقال رضي الله عنه ونفع به

تذهب الدنيا شيئا فشيئا حتى لا يبقى منها شيئ

وقال : كلام أهل الإخلاص والصدق نور وبركة وإن كان غير فصيح. وكلام أهل الرياء والتكلف ظلمة وخيبة وإن كان فصيحا

وقال : من لم تكن له بصيرة تهديه طال تعب المعلمين والمؤدبين فيه

وقال : من تكبر على الحق وأهله ابتلاه الله بالذل والباطل وأهله، فيجتمع عليه عند ذلك مصيبتان وعقوبتان وتفوته منقبتان ومثوبتان

وقال : المؤمن يتجوز في العادات ولا يتجوز في العبادات. والمنافق يتجوز في العبادات ولا يتجوز في العادات

وقال : من لم يتهم نفسه في كل ورد وصدر وقع منها في البلايا

وقال : الكبر رب داع إلى الهوى والطبيعة وهو يدعي أنه يدعو إلى الدين والشريعة

وقال : العلم عليك حتى تعمل به فإذا عملت به كان العلم لك

وقال : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أشد حماقة ممن يعلم حسن شيئ وهو له تارك ويعلم قبح شيئ وهو له فاعل

وقال : دبر ثم افعل، فكر ثم قل

وقال : كفى أهل الآخرة شرفا أن كل أحد يحب أن ينسب إليهم وإن لم يكن منهم، وكفى أهل الدنيا ضعة أن كل أحد يكره أن يذكر في جملتهم وإن كان من أكابرهم

وقال : من أكبر الكبائر الباطنة والظاهرة أن تلتمس من أصحابك الدنيا وهم يلتمسون منك الآخرة

وقال : قيمة الإنسان عند أهل الدنيا ما يأخذه منهم

وقال : إن أردت أن تستشير إنسانا فقدر أنه يشير عليك بمخالفة ما تحب فإن رأيت امتثاله وإلا فدع

وقال : رأي الإنسان فرع علمه وعقله فلا ينبغي أن يضعه عند من لا يأخذ به

وقال : من سلك ملك، ومن حاد هلك

وقال : من حفظ الفؤاد حفظ من الفساد

وقال : من حفظ الجوارح أمن الجوارح

وقال : كاد العاقل أن لا يكون له عدو

وقال : كاد الأحمق أن لا يكون له صديق

وقال : في أسفار الأرباح راحة الأرواح والأشباح، وفي أسفار الأخطار تعب الظواهر والأسرار. والله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

0

Post a Comment