كتاب المقصود
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الوهاب للمؤمنين سبيل الصواب والصلاة والسلام على نبيه محمد الزاجر عن الأذناب الحاث على طلب الثواب وعلى آله وأصحابه خير الآل وخير الأصحاب. أما بعد
فإن العربية وسيلة إلى العلوم الشرعية وأحد أركانها التصريف لأنه به يصير القليل من الأفعال كثيرا والله الموفق والمرشد
الأفعال على ضربين أصلي وذو زيادة. فالأصلي على ضربين ثلاثي ورباعي
فالثلاثي ما كان ماضيه على ثلاثة أحرف وهو ستة أبواب
الباب الأول فعل يفعل بفتح العين في الماضي وضمها في الغابر
والباب الثاني فعل يفعل بفتحها في الماضي وكسرها في الغابر
والباب الثالث فعل يفعل بفتحها في الماضي والغابر
والباب الرابع فعل يفعل بكسرها في الماضي وفتحها في الغابر
والباب الخامس فعل يفعل بضمها في الماضي والغابر
والباب السادس فعل يفعل بكسرها في الماضي والغابر
وما كان مختصا بالباب الثالث لا يكون عينه أو لامه إلا واحدا من حروف الحلق إلا أبى يأبى شاذ. وحروف الحلق ستة الحاء والخاء والعين والغين والهاء والهمزة
والرباعي المجرد ما كان ماضيه على أربعة أحرف وهو باب فعلل وهو باب واحد نحو دخرج
وقد يكون ستة أبواب يقال لها الملحق بالرباعي وهي باب فوعل نحو حوقل، وفعول نحو جهور، وفعيل نحو عشير، وفيعل نحو بيطر، وفعلى نحو سلقى، وفعلل نحو جلبب
وأما المزيد فيه فنوعان، مزيد على الثلاثي ومزيد على الرباعي. فمزيد الثلاثي على أربعة عشر بابا وهي ثلاثة أنواع رباعي وخماسي وسداسي
فالرباعي على ثلاثة أبواب. أفعل نحو أكرم، وفعل بتشديد العين نحو فرح، وفاعل نحو قاتل
والخماسي خمسة أبواب. انفعل نحو انكسر، وافتعل نحو اجتمع، وافعل بتشديد اللام نحو احمر، وتفعل بتشديد العين نحو تكلم، وتفاعل نحو تباعد
والسداسي في ستة أبواب. استفعل نحو استخرج، وافعوعل نحو اعشوشب، وافعول بتشديد الواو نحو اجلود، وافعنلل نحو اقعنسس، وافعنلى نحو اسلنقى، وافعال بتشديد اللام نحو احمار
ومزيد الرباعي على ثلاثة أبواب وهي على نوعين خماسي وسداسي
فالسداسي وهو باب افعنلل نحو اخرنجم، وافعلل بتشديد اللام الأخيرة نحو اقشعر
والخماسي وهو باب واحد تفعلل نحو تدخرج
فصل في الوجوه التي اشتدت الحاجة إلى إخراجها من المصدر
وهي ستة الماضي والمضارع والأمر والنهي واسم الفاعل والمفعول
فأما المصدر فلا يخلو من أن يكون ميميا أو غير ميمي
فإن كان غير ميمي فهو سماعي ونعني بالسماعي أنه يحفظ كل مصدر على ما جاء من العرب ولا يقاس عليه غيره لأنه لا قياس لمصدر الثلاثي وغير مصدر الثلاثي قياسي
وإن كان ميميا فينظر في عين الفعل المضارع. فإن كان مضموما أو مفتوحا فالمصدر الميمي والزمان والمكان منه مفعل بفتح الميم والعين وسكون الفاء إلا ما شذ نحو المطلع والمغرب والمسجد والمشرق والمجزر والمنبت والمنسك والمسكن والمفرق والمسقط والمحشر والمجمع بكسر العين في الكل وإن كان القياس الفتح. وإن كان مكسور العين فالمصدر الميمي منه مفعل بفتح الميم والعين وسكون الفاء إلا المرجع والمصير فإنهما مصدران وقد جاآ بكسر العين والزمان والمكان منه مفعل بكسر العين وفتح الميم وسكون الفاء. هذا في الفعل الصحيح والأجوف والمضاعف والمهموز. وأما في الناقص فالمصدر الميمي والزمان والمكان منه على وزن مفعل بفتح الميم والعين وسكون الفاء من جميع الأبواب، وفي المعتل الفاء مفعل بكسر العين من جميع الأبواب، واللفيف المقرون كالناقص واللفيف المفروق كالمعتل الفاء
وإن كان الفعل زائدا على الثلاثي فالمصدر الميمي والزمان والمكان واسم المفعول من كل باب يكون على وزن مضارع مجهول ذلك الباب إلا أنك تبدل حرف المضارعة بالميم المضمومة واسم الفاعل منه بكسر العين
وأما الماضي فلا يخلو من أن يكون الفعل معروفا أو مجهولا. فإن كان معروفا فالحرف الأخير منه مبني على الفتح في الواحد والواحدة والتثنية سواء كان مذكرا أو مؤنثا ومضموم في الجمع المذكر الغائب وساكن في البواقي عند اتصاله بالنون والتاء من جميع الأبواب، والحرف الأول منه مفتوح من جميع الأبواب إلا من أبواب الخماسية والسداسية التي في أولها همزة فإنها همزة وصل
وهمزة الوصل تثبت في الإبتداء وتسقط في الدرج. وهمزة الوصل همزة ابن وابنم وابنة وامرئ وامرأة واثنين واثنتين واسم واست وايمن وهمزة الماضي والمصدر والمضارع من الخماسي والسداسي والأمر الحاضر من الثلاثي والهمزة المتصلة بلام التعريف وهمزة الوصل محذوفة في الوصل ومكسورة في الإبتداء إلا ما اتصل بلام التعريف وهمزة ايمن فإنهما مفتوحتان في الإبتداء وما يكون في أول الأمر من يفعل بضم العين فإنها مضمومة في الإبتداء تبعا للعين وكذا مضمومة في الماضي المجهول من الخماسي والسداسي
وإن كان الفعل مجهولا فالحرف الأخير منه يكون مثل ما كان في المعروف والحرف الذي قبل الأخير مكسور والساكن ساكن على حاله وما بقي مضموم
وأما المضارع فهو الذي يكون في أوله حرف من حروف أتين بشرط أن يكون ذلك الحرف زائدا على الماضي. وحروف المضارعة مفتوحة في المعروف من جميع الأبواب إلا من الرباعي أي رباعي كان فإنها مضمومة فيه وما قبل لام الفعل المضارع مكسور في الرباعي والخماسي والسداسي إلا من يفتعل ويتفاعل ويتفعلل فإنه مفتوح فيهن وفي المجهول تكون حروف المضارعة مضمومة والساكن ساكن على حاله وما بقي مفتوح كله ما عدا لام الفعل فإنها مرفوعة في المعروف والمجهول ما لم يكن حرف ناصب ينصبها أو جازم يجزمها
وأما الأمر والنهي فإنهما يكونان على لفظ المضارع إلا أنهما مجزومان وعلامة الجزم فيهما سقوط نون التثنية وجمع المذكر والواحدة المخاطبة وفي البواقي سكون لام الفعل في غير المعتل سوى نون جمع المؤنث فإن نونه ثابتة في الجزم وغيره وأمر الحاضر من المعروف أن تحذف منه حرف المضارعة وتدخل عليه همزة الوصل إن كان ما بعد حرف المضارعة ساكنا فإن كان متحركا فتسكن آخره وتأتي بصورة الباقي وهو مبني على الوقف والمبني على الوقف كالمجزوم في اللفظ
وأما اسم الفاعل فينظر في عين الفعل الماضي فإن كان مفتوحا فوزنه ناصر وإن كان مضموما فوزنه عظم ضخم وإن كان مكسورا فوزنه من المتعدي عالم ومن اللازم يأتي على أربعة أوزان نحو مريض وزمن بفتح الزاي وكسر الميم وأحمر للمذكر وحمراء بالمد للمؤنث وجمعهما حمر بضم الحاء وسكون الميم وتثنية أحمر أحمران وتثنية حمراء حمراوان وعطشان للمذكر وعطشى بفتح العين وسكون الطاء وبالقصر للمؤنث وجمعهما عطاش بكسر العين وتثنية عطشان عطشانان وتثنية عطشى عطشيان واختصرت بذكر ما يمكن ضبطه من الفاعل وتركت ما عداه
وأما المفعول من جميع الثلاثي فوزنه محجور وكثير وقد ذكرنا الفاعل والمفعول من الزائد على الثلاثي في المصدر الميمي
وأوزان المبالغة جهول وصديق وكذاب وغفل بضم الغين والفاء ويقظ بفتح الياء وضم القاف ومدرار ومكثير ولعنة بضم اللام وفتح العين فإن اسكنت العين من الوزن الأخير يصير بمعنى المفعول
Post a Comment